وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : الصدقة الجارية هي ما جري واستمر نفعها مدة من الزمان بحسب تيسير الله تعالي ولا يشترط أبدا أن تكون في مكان عام بل يمكن أن ينتفع بها بعض الأشخاص فقط كأسرة مثلا ويمكن أن يجري نفعها لشخص واحد . والله تعالي هو الذي يقدر الأعمال ويأجر العامل عليها بقدر صدقه وإخلاص نيته لله تعالي وبحسب جهد المقل أو سعة الغني مع إخلاصه لله ورجائه المثوبة منه سبحانه . فقد صح مثلا في الحديث الصحيح أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصدقة أعظم أجرا فقال صلي الله عليه وسلم ( أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشي الفقر وتأمل الغني ) والحديث رواه البخاري ومسلم وهذا عام في كل صدقة تطوع سواء جارية أو صدقة تطوع مطلقة . والمعنى أن الصدقة الأعظم أجرا أن يتصدق بها الإنسان وهو صحيح ليس به مرض أو علة تقطع أمله من الحياة وهو وقت يكون من شأن الإنسان فيه الشح والبخل والحرص علي المال يخاف من الوقوع في الفقر ويأمل الغني ويرجوه ويطمع فيه وذلك فترة الحياة كلها
وكذلك صحت آحاديث أخري صحيحة مثل حديث ( غلب درهم مائة ألف درهم )
ولذا فإن أكبر ما يجب أن يلتفت إليه المتصدق أولا إخلاص نيته لله تعالي . وبذل وسعه في تلك الصدقة وكذلك أن تصل لمستحقيها من الفقراء والمحتاجين وإن كانوا رحما أو جيرانا كان ذلك أفضل فإن لم يكونوا أرحاما ولا جيرانا ولا أصحابا فيكفي أنهم محتاجون مفتقرون لتلك الصدقة سواء جارية أو صدقة أو غير جارية .
ولم أجد لدي دليل يوجب أن تكون الصدقة الجارية ينتفع بها عموم الناس لا أعيانهم .